أكد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة عدم دقة تقارير بثتها صحف ومواقع على الانترنت بظهور قمر ثان مكتمل على هيئة "بدر" في السماء قبل استطلاع هلال رمضان القادم بليلتين.
وقال في بيان حصلت "العربية.نت" على نسخة منه إن هذه الأنباء تستند على معلومات فلكية عن اقتراب المريخ من الأرض في 27 أغسطس/آب، مما يعني مشاهدته أكثر لمعانا ووضوحا، لكنه نفى بشدة تحوله إلى قمر ثان وبدر متكامل في هذا اليوم.
وتبادلت مجموعات بريدية على الانترنت ورسائل على البريد الإلكتروني الشخصي هذه التقارير على نطاق واسع.
احتمال الالتباس مع الهلال
ورفض المهندس محمد شوكت عودة رئيس المشروع الاسلامي لرصد الأهلة، الربط بين ظهور هذا القمر، واستطلاع الهلال بواسطة الرؤية الشرعية بعده بليلتين، على أساس أنه قد يحدث التباس على شهود الهلال بالعين المجردة فيخلطون بينه وبين القمر العادي.
وستقوم عدة دول عربية من بينها السعودية ومصر باستكشاف دخول شهر رمضان ليلة التاسع والعشرين من شعبان الموافقة ليوم 30 اغسطس/أب 2008. وعادة ما تعتمد السعودية على شهود الرؤية بالعين المجردة.
وقال د. عودة: كيف أربط بين حدث ليس له أصل علمي ولن يكون له وجود وبين استكشاف هلال رمضان، مستغربا استناد بعض وسائل الإعلام على مصادر فلكية تؤكد تحول المريخ إلى قمر ثان مكتمل كالبدر.
وأوضح لـ"العربية.نت" أنه "منذ منذ خمسة أعوام تنتشر في شهر أغسطس/أب إشاعة لطالما دأب الفلكيون على نفيها كل عام، وعلى الرغم من ذلك يتناقل الناس هذه الإشاعة عن طريق البريد الإلكتروني، وتشارك بذلك بعض وسائل الإعلام إلى أن وصل الحد بأن نشرت هذه الإشاعة على الصفحات الأولى لصحف عربية مرموقة، حيث تقول الإشاعة إن كوكب المريخ سوف يسطع في سماء الكرة الأرضية خلال شهر أغسطس، وسوف يكون بحجم القمر الكامل "البدر"".
وأضاف أن التقارير "تنصح الناس بمشاهدة هذا الحدث يوم 27 أغسطس عند الساعة 11.30 ليلا بتوقيت السعودية حيث سيكون للأرض قمران، وسيتكرر هذا الحدث عام 2287 ميلادية إن شاء الله".
واستطرد أن الخبر يحتوي على معلومات وأرقام فلكية تجعل القارئ يصدق الخبر للوهلة الأولى، مشيرا إلى أنه يوجد له جذور وأصول صحيحة، لكنه حرف بطريقة تبدو متعمدة.
تقابل الأرض والمريخ
وشرح عودة ما سيحدث من اقتراب المريخ من الأرض قائلا "أثناء دوران الأرض والمريخ حول الشمس يقع المريخ والأرض والشمس على استقامة واحدة، وتكون الأرض في المنتصف كل 780 يوما أي حوالي السنتين، وهذا ما يسمى علميا بالتقابل".
وأضاف "بالطبع تكون أقرب مسافة بين الأرض والمريخ وقت التقابل، وعندها يكون المريخ ألمع وأكبر ما يمكن خلال هاتين السنتين، وعند التقابل يشرق المريخ من جهة الشرق عند غروب الشمس ويبقى ظاهرا طيلة الليل إلى أن يغرب في جهة الغرب عند شروق الشمس، وسميت الظاهرة بالتقابل، لأن موقع المريخ في السماء حينئذ يكون مقابلا لموقع الشمس".
وأشار رئيس المرصد الاسلامي للآهلة إلى أن مدارات الكواكب حول الشمس ليست دائرية تماما بل بيضاوية، فالمسافة بين الأرض والمريخ ليست ثابتة عند كل تقابل، فهناك تقابلات أفضل من أخرى اعتمادا على بعد كل من المريخ والأرض من الشمس، فإذا كانت الأرض وقت التقابل في أبعد نقطة عن الشمس وكان المريخ في أقرب نقطة من الشمس عندها تكون المسافة بين الأرض والمريخ أقل ما يمكن ويكون هذا التقابل مميزا.
وأوضح أنه في عام 2003م كانت أقرب مسافة بين المريخ والأرض يوم 27أغسطس/أب في الساعة 09:51 بتوقيت غرينتش، وبلغت المسافة 55.76 مليون كم، وهذه مسافة تعتبر قريبة جدا، وكانت أقل مسافة بين المريخ والأرض منذ 60 ألف سنة، حيث كانت المسافة عند تقابل العام 57617 قبل الميلاد 55.72 مليون كم.
وقال إن المسافة في التقابلات التي تلت العام 2003م أكبر من تلك عام 2003م، ففي تقابل عام 2005م كانت أقرب مسافة بين الأرض والمريخ يوم 30 أكتوبر/ تشرين أول 69.4 مليون كم، وفي تقابل عام 2007م كانت أقرب مسافة يوم 18 ديسمبر/ كانون أول 88.2 مليون كم، والتقابل الذي سيليه سيحدث عام 2010م وستكون أقرب مسافة يوم 27 يناير/ كانون ثان وستبلغ 99.3 مليون كم، ولن يكون هناك تقابل ينافس تقابل عام 2003م إلا ذلك الذي سيحدث عام 2287م وستكون المسافة بين الأرض والمريخ 55.69 مليون كم.