ارتفاع حاد لاسعار الخراف السودانية بالسعودية

تشهد أسواق المملكة العربية السعودية هذه الايام ارتفاعا حادا في في أسعار الخراف بصورة عامة والسواكني السوداني بصورة خاصة مع تباشير ونفحات عيد الفداء ، حيث يتراوح سعر الخروف السواكني ( تسمية يطلقها السعوديون على الخروف السوداني نسبة لميناء سواكن) مابين ثمانمائة إلى ألف ريال سعودي أي مايفوق الخمسمائة جنيه سوداني، وذلك على الرغم من اسئناف استيراد الماشية واللحوم الحية من الأسواق السودانية بعد رفعت وزارة الزراعة السعودية الحظر عن استيرادها بعد توقف دام عاما كاملا. وفي جولة " لوكالة السودان للأنباء " على نقاط البيع في مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية والتي تعتبر أكبر مدينة لإقامة الجالية السودانية ( هي ومدينة جدة ) نجد أن أسعار الضأن السوداني ( السواكني ) تبدأ من سعر ثمانمائة ريال وتصل حتى ألف ريال سعودي، أي حوالي مائتين خمسة وستين دولارا تقريبا، مقارنة بخمسمائة إلى ستمائة ريال خلال العامين الماضيين، وقد تختلف الأسعار من مدينة إلى أخرى ، حسب البعد أو القرب من ميناء الاستيراد بجدة ، ولكن يبقى فارق السعر ضئيلا جدا. أما أسعار باقي أنواع الضأن الأخرى المستوردة من الشام ، والصومال وإيران فتختلف من صنف إلى آخر: فنجد مثلا البربري ( الصومالي) يتراوح سعره ما بين اربعمائة إلى خمسمائة ريال، الإيراني مابين ثمانمائة إلى ألف ريال و النعيمي يتراوح سعره مابين تسعمائة وخمسين إلى ألف ريال ،أما النجدي فسعره مابين ألف إلى ألف وسبعمائة ريال وهو الأعلى سعرا
وعزت بعض الجهات ذات الصلة الإرتفاع الحاد في الأسعار إلى عدة أسباب اهمهما موسم الحج ، وعيد الاضحي المبارك ، إضافة إلى ارتفاع الأعلاف واستغلال بعض تجار الماشية إلى ظروف الحج والعيد. واستطلعت " سونا " أراء بعض تجار المواشي بالرياض ، حيث يقول السيد / حمد العمري ( تاجر مواشي سعودي ) إن الاقبال الكبير من المواطنين والمقيمين على شراء خراف الاضاحي قد رفع سعرها ، بالاضافة إلى رفع الرواتب في القطاع الحكومي التي اتخذتها الحكومة العام الماضي ساعدت أيضا على رفع الأسعار.ويوافقه الرأي " عمر الحضري " يمني " والذي اوضح أن ارتفاع الأسعار ليست في مصلحتهم لأن الكثير من اصحاب الدخول المتوسطة والمنخفضة ربما يعرضون عن شراء الاضحية، وحول امكانية انخفاض الأسعار أشار إلى أنه اذا استمر الركود في البيع ربما تنخفض أسعار الخراف ولكن بنسبة ضئيلة جدا. ويقول تاجر المواشي سامر الرشيدي ( من الرشايدة ) في استطلاع لـ " سونا" إنه يعمل في سوق المواشي لاكثر من عشرين عاما ولم يشهد ارتفاعا في الأسعار مثل الذي يحدث في هذا العام وعزا الارتفاع في أسعار الخراف السودانية إلى ايقاف الاستيراد الذي استمر لمدة عام ، بالاضافة إلى تفضيل السودانيين للسواكني دون سواه ، وكشف أن العديد من تجار المواشي لجأوا إلى تربية السواكني في مزارع خاصة بالسعودية ،خاصة في المنطقتين الغربية والوسطى،وذلك بعد استيرادهم منذ عدة سنوات " نعاج سودانية " لكنه أضاف أن مذاق السواكني في هذه الحالة ربما يختلف قليلا عن المستورد مباشرة من السودان ، واستدرك قائلا إن ذلك لا يدركه إلا ذوو الخبرة والباع. وأكد الرشيدي أن ربح تجار المواشي لا يتناسب مع ارتفاع الأسعار ، لأن سعرها مرتفع من مصدرها ، ومايزيد من سعرها ايضا ارتفاع العلف وارتفاع استئجار نقاط البيع. من جانبه ثمن الاستاذ / أحمد عمر إبراهيم المستشار الاقتصادي للمستشارية الاقتصادية لسفارة السودان بالرياض الدور الكبير الذي اضطلعت به وزارة الثروة الحيوانية ووزارة التجارة بالسودان والذي كلل برفع الحظر على الماشية واللحوم السودانية الحية والهدي ، كما أشاد بتعاون وزارة الزراعة السعودية التي سارعت برفع الحظر بعد أن اطمأن الوفد السعودي الفني البيطري الذي زار السودان مؤخرا لتنفيذ الاشتراطات التي اتخذها الجانب السوداني ، خاصة فيما يتعلق بالمحاجر المعتمدة لاستئناف التصدير. وحول الماشية واللحوم السودانية والهدي التي استأنفت صادرتها للسعودية منذ الأسبوع الاول من نوفمبر الماضي أوضح أحمد عمر في تصريح لـ " سونا " أن الماشية واللحوم السودانية تتميز بعدة مواصفات ومزايا ، أهمها أنها ترعى في مزارع طبيعية، كما أنها خالية من أية نوع من أنواع الأمراض ، إلى جانب تفضيل السوق السعودي للحوم السودانية، حيث يعتبر السودان أحد أهم الدول التي تصدر الماشية واللحوم لأسواق المملكة العربية السعودية. وتشير " وكالة السودان للأنباء" إلى أنه من المتوقع أن يصل حجم الإغنام السودانية المصدرة للمملكة العربية السعودية هذا العام إلى أكثر من مليون رأس بعائد يتعدى قليلا المائة مليون دولار.وذلك من أصل أكثر من ستة ملايين رأس تستهلكها الأسواق السعودية سنويا
صحيفة المشاهير