عزتنا في وحدتنا

البشير رمز البلد و كرامتها
عندما يعتبر البعض أحداثا عادية أو عارضة تهديدا للأمن القومي‏,‏ في حين يتجاهل آخرون أخطر التحديات التي تواجه هذا الأمن‏,‏ فمعني ذلك ان السجال العام الدائر حول هذه القضية الحيوية ينبئ عن خلط واضح بين الثابت والمتغير في مفهوم الأمن القومي‏,‏ أو بين ما يجوز الاختلاف حوله وما لايجوز‏,‏ بما يقتضي ضرورة إعادة ترسيم الحدود بينهما من جديد‏,‏ وينبئ كذلك عن ضعف الإجماع المطلوب هذاء ما نعنيه بأمننا القومي‏,‏ ويكشف بالتالي عن غياب درجة عالية من التوافق العام حول ماهية المصالح العليا للوطن وحول طبيعة الأخطار التي تهددها أو تتهددها‏,‏ وفي تقديري ان غياب مثل هذا الإجماع وضياع مثل هذا التوافق العام حول ثوابت أمننا القومي يعد من أنكي انتهاكات هذا الأمن‏,‏ لذلك فإن إعادة تسطيرهما في الوعي العام و في الضمير الوطني مرة أخري‏,‏ أصبحت مسألة واجبة ولازمة‏.‏

وبصفة عامة فإن الأمن القومي يشير إلي المنعة القومية أو بتعبيرأبسط هو درجة عالية من المناعة التي تحمي وتصون مقدرات البلاد من الأخطار‏,‏والمقدرات تشمل أولا كيان الدولة‏(‏ والرموز الدالة علي وجودها كالدستور والعلموالشعار الوطني والعملة الوطنية‏)‏ ويضم الاقليم بحدوده المعروفة‏,‏ والهويةالوطنية واستقرار النظام السياسي‏,‏ ثم السيادة الوطنية في الداخل وتعني السيطرةالتامة للدولة علي كامل ترابها وعلي من يعيشون علي هذا التراب‏,‏ وفي الخارج تشيرالي وقوف الدولة علي قدم المساواة مع الدول الأخري في المجتمع الدولي‏,‏ وحصولهاعلي جميع حقوقها ووفائها بكامل التزاماتها‏,‏ يضاف إلي ذلك استقلالية الدولة سواءفي مواجهة القوي الخارجية أو الداخلية‏,‏ وتتضمن ثانيا‏:‏ كينونة المجتمع‏(‏ أرواحالمواطنين‏,‏ والنسيج الوطني‏,‏ والتجانس العام‏,‏ والانتماء‏,‏ وكذلك الاتفاق عليالتوجهات الأساسية والذي سبق ذكره‏).‏

وتتضمن ثالثا‏:‏ الموارد المادية‏(‏الطبيعية والاقتصادية‏),‏ والموارد البشرية‏(‏ نوعية البشر وصحتهم وتعليمهموثقافتهم ونظام القيم‏...).‏ ثم تتضمن رابعا‏:‏ الإمكانيات وتعني الاستقرار الشاملوالاداء الوطني‏,‏ وعليه فإن الحماية تنصرف الي الحفاظ علي المقدرات من الزوال أوالضياع أو التلف أو الإهدار أو تغيير طبيعتها‏,‏ ومعني ذلك ان كل شكل من أشكال هذهالمقدرات يتعرض لنوع معين من الخطر‏,‏ وبالتالي يحتاج الي نمط معين من التأمين أوالحماية‏,‏ ومعني ذلك أيضا ان اقتطاع جزء من اقليم الدولة‏,‏ أو تهديد نظامهاالسياسي‏,‏ أو تغيير هوية شعبها أو تشويه ثقافته أو طمس انتمائه‏,‏ أو السفه فياستخدام الموارد‏,‏ أو الاضرار بالبيئة‏,‏ أو تضعضع قيمة العملة الوطنية‏,‏ أو خضوعالدولة لقوي خارجية أو داخلية‏...‏ كل ذلك يعد تهديدا للأمن القومي‏
وتلكمجرد أمثلة ومن ثم فان الأخطار عديدة ومتنوعة‏,‏

ومعنيذلك أنه يجب علينا أن نتفق علي ماهية المصالح العليا للوطن متمثلة في تحديد هذهالمقدرات التي تستلزم الصون والحماية‏,‏ وبالتالي ان نحسن التقدير لما يمكن اننواجه من أخطار واقعة أو متوقعة‏,‏ ويقتضي ذلك مراعاة عدد من الاعتبارات‏,‏ أهمهاأولا‏:‏ أن ندرك طبيعة التهديد‏,‏ فليست كل التهديدات واحدة‏,‏ فهناك تهديدات تتعلقبالوجود والكرامة الوطنية الذي حصل أمس في قرار المحكمة الجنائية هو مساس بكرامة البلد و سيادته و رمزه مهما اختلفنا مع هذا الرمز ‏لابد لأي سوداني حر أن يلتف حول قيادة البلد ويدافع عن كرامته في مثل هذه الظروف لابد أن نكون سودانيين فقط دون النظر لأي انتماء حزبي أوديني و نترك حساباتنا و خلافاتنا لابد ان نتعلم في السودان أن نجتمع حول الثوابت الوطنية وأن أي تهديد لهذه الثوابت تهديد للكل سواء كنت في السلطة أو في المعارضة أو حتى كنت حاملاً للسلاح في وجه السلطة القائمة الذي حصل أمس لا يقصد به شخص البشير ولكن المقصود هو السودان الذي نجح وسط كل الحصار و التهديدات في استخراج البترول و عمل مشاريع تنموية كبيرة آخرها سد مروي مشروع القرن انه الاستعمار الجديد لأننا تخطينا الخط الأحمر المرسوم لنا في خريطة عالم اليوم حيث انه يجب أن نكون تابعين للدول الكبرى وأن مقدرات بلادنا ليس من حقنا بل من حقهم وأننا لابد ا، نعيش على المعونات و الهبات و لكن مقدراتنا و ثرواتنا هي من حقهم ولأننا خلافنا هذا الواقع و أصبحنا نستخرج هذه المقدرات وننمي بها بلادنا و شعبنا كان لابد من العقاب فجربوا كل شيء (الحصار ، المقاطعة ، الحروب ، حتى الضرب بالصورايخ) ولكن مع كل هذا أصبحنا صامدين بل أنجزنا الكثير كان لأيد هذه المرة أن يذهبوا إلى كرامتنا و عزتنا ورمز بلدنا ظناً منهم أنهم بهذا سيحققون ما لم يستطيعوا تحقيقه بكل ما سبق

لذا على كل سوداني حر ينتمي لهذا البلد الكريم المعطاة أن يدرك ان المقصود ليس البشير ولا المؤتمر الوطني و لكن المقصود هو السودان بلد و شعب فعلينا أن ندرك ان قوتنا في وحدتنا