اذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه ,,, فكل رداء يرتديه جميـــــل
ان هذا البيت من الشعر له حكايه ,, يكفي انه بيت شعر غاية في الجمال تغنى به الناس في الماضي والحاضر , رددته الألسن كثيرا بقناعة ,,,, وصاحب هذا البيت الشهير أجمع عليه العرب في الماضي أنه أوفاها ذمة ,, انه مثلا يضرب به بالماضي ,, وهو للشاعر الشهير ,, السمؤال بن عادياء صاحب حصن الأبرق
ومن قصة هذا الرجل انه قدم اليه ,, كبير شعراء الجاهلية ( امرئ القيس بن حجر الكندي ,, وكان قد عجز عن الاخذ بثأر أبيه وكان قد عزم الذهاب الى قيصر الروم ليستنجد به لعل قيصر الروم يخرج معه جيشا يساعده على ذلك ,, فذهب اولا الى السمؤال وأمنه أدراعا ثمينة لا مثيل لها كما ترك عنده أهله وسار بعد ذلك امرئ القيس الى قيصر الروم ,, وبعد حين طوق حصن السمؤال أحد الملوك ممن له ثأر على امرئ القيس , فسأله السمؤال عن سبب تطويقه لحصنه ؟ فقال الملك : سأغادر الحصن بمجرد تسليمي أدراع امرئ القيس وأهله ,, فرفض السمؤال ذلك رفضا قاطعا , وقال : لا أخفر ذمتي وأخون أمانتي , فظل الملك محاصرا الحصن حتى مل , وفي أثناء ذلك جاء أحد أبناء السمؤال من رحلة صيد وفي طريقه الى الحصن قبض عليه الملك ونادى السمؤال : هذا ابنك معي فاما أن تسلمني مالديك واما أقتله ! ومع ذلك رفض السمؤال تسليم الأمانة فذبح ابنه أمام الحصن وعاد بجيشه من حيث أتي من غير أن يحصل على بغيته فقال السمؤال :
وفيت بأدرع الكندي انياذا ما خان أقوام وفيت
فكان بفعله مثالا للوفاء وحفظ الأمانة , أما البيت الأول فانه قاله ضمن قصيدة يقول فيها:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَـكُـلُّ رِداءٍ يَرتَـديـهِ جَـمـيـلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلـى حُسـنِ الثَنـاءِ سَبيـلُ
تُعَيِّرُنـا أَنّــا قَلـيـلٌ عَديـدُنـا
فَقُلـتُ لَهـا إِنَّ الـكِـرامَ قَلـيـلُ
وَما قَلَّ مَـن كانَـت بَقايـاهُ مِثلَنـا
شَبـابٌ تَسامـى لِلعُلـى وَكُهـولُ
وَمـا ضَرَّنـا أَنّـا قَليـلٌ وَجارُنـا
عَزيـزٌ وَجـارُ الأَكثَريـنَ ذَلـيـلُ
لَنـا جَبَـلٌ يَحتَلُّـهُ مَـن نُجـيـرُهُ
مَنيعٌ يَـرُدُّ الطَـرفَ وَهُـوَ كَليـلُ
رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثَرى وَسَمـا بِـهِ
إِلى النَجـمِ فَـرعٌ لا يُنـالُ طَويـلُ
هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي شـاعَ ذِكـرُهُ
يَعِـزُّ عَلـى مَـن رامَـهُ وَيَطـولُ
وَإِنّا لَقَـومٌ لا نَـرى القَتـلَ سُبَّـةً
إِذا مـا رَأَتـهُ عـامِـرٌ وَسَـلـولُ
يُقَرِّبُ حُـبُّ المَـوتِ آجالَنـا لَنـا
وَتَكـرَهُـهُ آجالُـهُـم فَـتَـطـولُ
وَما ماتَ مِنّـا سَيِّـدٌ حَتـفَ أَنفِـهِ
وَلا طُـلَّ مِنّـا حَيـثُ كـانَ قَتيـلُ
تَسيلُ عَلى حَـدِّ الظُبـاتِ نُفوسُنـا
وَلَيسَت عَلى غَيـرِ الظُبـاتِ تَسيـلُ
صَفَونا فَلَم نَكـدُر وَأَخلَـصَ سِرَّنـا
إِنـاثٌ أَطابَـت حَملَنـا وَفُـحـولُ
عَلَونا إِلى خَيـرِ الظُهـورِ وَحَطَّنـا
لِوَقتٍ إِلى خَيـرِ البُطـونِ نُـزولُ:
فَنَحنُ كَماءِ المُزنِ ما فـي نِصابِنـا
كَهـامٌ وَلا فيـنـا يُـعَـدُّ بَخـيـلُ
وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى الناسِ قَولَهُـم
وَلا يُنكِـرونَ القَـولَ حيـنَ نَقـولُ
إِذا سَيِّـدٌ مِنّـا خَـلا قـامَ سَـيِّـدٌ
قَـؤُولٌ لِمـا قـالَ الكِـرامُ فَعُـولُ
وَما أُخمِدَت نـارٌ لَنـا دونَ طـارِقٍ
وَلا ذَمَّنـا فـي النازِليـنَ نَـزيـلُ
وَأَيّامُنـا مَشهـورَةٌ فـي عَـدُوِّنـا
لَهـا غُـرَرٌ مَعلـومَـةٌ وَحُـجـولُ
وَأَسيافُنا في كُـلِّ شَـرقٍ وَمَغـرِبٍ
بِها مِـن قِـراعِ الدارِعيـنَ فُلـولُ
مُـعَـوَّدَةٌ أَلّا تُـسَـلَّ نِصـالُـهـا
فَتُغمَـدَ حَتّـى يُستَـبـاحَ قَبـيـلُ
سَلي إِن جَهِلتِ الناسَ عَنّا وَعَنهُـمُ
فَلَيـسَ سَـواءً عالِـمٌ وَجَـهـولُ
فَإِنَّ بَنـي الرَيّـانِ قَطـبٌ لِقَومِهِـم
تَـدورُ رَحاهُـم حَولَهُـم وَتَجـول