عندما تختفي حواء!

عندما تختفي حواء!

فجأة ودون أي مقدمات ، اختفت كل النساء والفتيات من كل المجتمعات البشرية ، حتى دمى الفتيات مثل باربي وفلة اختفت من رفوف محلات ألعاب الأطفال ولم يعد هناك وجود لأي تجسيد أو رمز لأي كائن نسائي وكأنما انشقت الأرض وابتلعت الجنس اللطيف بأسره فلم يبق على ظهرها سوى رجال تقطعت بهم السبل العاطفية بعد أن فقدوا حبيباتهم ، امهاتهم ، اخواتهم، زوجاتهم وبناتهم، وراحوا يحاولون استعادة رجولة فقدت معناها عند اختفاء الأنوثة بكامل عطائها اللامحدود!
حينما تلاشى النصف الحلو، أخذت تداعيات اختفائه تتوالى بشكل مروع ، اختفت كل الفنون الجميلة ، فقد اضرب الفنانون عن الابداع الذي لا تحركه إلا طاقة الأنوثة الخلاقة، اختفى الشعر، الموسيقى، الرقص ، الغناء والمسرح وأقفلت دور السينما وتم إغلاق المتاحف والمعارض الفنية إلى أجل غير مسمى! حينما توارت القوة الشرائية النسائية تدهور الاقتصاد العالمي الذكوري بشكل مفاجيء فقد اختفت محلات العطور والورود، محلات الأزياء والملابس النسائية ، أدوات الزينة ، محلات الكوافير، محلات المشغولات الذهبية والمجوهرات وتم اقفال عيادات التجميل وأعلنت شركات الاتصالات عن إفلاسها في جميع أرجاء العالم فقد فقدت كل الخطوط الهاتفية حرارتها منذ الإعلان المأساوي عن الاختفاء الانثوي الكبير! أصبحت نشرات الأخبار الذكورية كريهة الملامح بعد اختفاء الوجوه الانثوية التي كانت تلطف الأخبار السيئة بابتسامات متفائلة! عندما اختفت آخر معالم المرأة من الحياة ، اختفت مشاعر الحب والشوق ، انقرضت ظاهرة الخطوبات والأعراس ، تلاشت المؤسسة الزوجية العريقة وانقرضت مشاعر الأمومة والأبوة والأخوة والبنوة وتم إقفال مستشفيات الولادة وأصبح جنس الرجال بأكمله مهدداً بالإنقراض بعد أن اكتشف الرجال حقيقة بديهية وهي أن الرجل نفسه مجرد انتاج نسائي لا يمكن إعادة انتاجه بأي وسيلة علمية بديلة ، وعندها أدرك الرجال عدم صدق المقولة التي مفادها أن المرأة نصف المجتمع حينما أيقنوا أن المرأة تساوى كل المجتمع وفقاً لقواعد الحساب والمنطق التي لا تعرف المجاملات!
اكتشف الرجال بعد فوات الأوان أن معادلة الحياة لا يُمكن وزنها أبداً من دون المرأة وأن أي تصور لخلاف ذلك ينطوي على ضيق أفق وقصر نظر ذكوري بالغ، ندم كل الرجال على سياسة ازدواجية المعايير التي كان يتعاملون بها مع النساء حينما كانوا يحترمون الأمهات ، الزوجات ، الأخوات والبنات ويبتذلون سائر النساء الآخريات وكأنهن بلا أبناء أو أزواج أو إخوان أو آباء! حتى قارات العالم التي لم يكن معظم الرجال يعرفون أنها إناث جيولوجية وأنها تحمل اسماءاً أنثوية في كل اللغات ، حتى أفريقيا ، آسيا، أوربا، أمريكا الشمالية ، أمريكا الجنوبية واستراليا بدأت في التلاشي والاختفاء التدريجي في أعماق المحيطات تضامناً مع الاختفاء الأنثوي الكبير ، وشيئاً فشيئاً بدأت الحياة في الانقراض لا بسبب السلاح النووي أو المجاعات العالمية أو انفلونزات الطيور والخنازير بل بسبب اختفاء حواء فقط لا غير!

مقالك جميل وعندما سرحت وفكرت ان حواء غير موجودة وتخيلت العالم بدون حواء لم استطع فحواء نصف المجتمع وحواء لاحياة بدونها عندما سرحت مع مقالك جاء فى مخيلتى الصحراء والجفاف والتصحر وخلى اعداء المراة يدخلوا هنا ويقروا

ياجماعة حواء تختفي وين حياتنا من غيرها سلطة

طبعا دة مستحيل والحياة من غيرهن مستحيلة.

الاخ عبد الوهاب سلام
اكيد الموضوع جميل جدا وده ماتحيز لى حواء لكن بالفعل تخيلت العالم بدون حواء صحراء جرداء
ولنسال لما سميت حواء بحواء وادم بادم
سمى ادم لانه خلق من اديم الارض
وسميت حواء من الحياة انها خلقت من حى فلا تتم الحياة الا بها فهى الفرح والأمل و الحب والحنان و القوة
خلق ادم لعمارة الارض وخلقت حواء لعمارة ادم
والمعنى الثانى من الاحتواء فهى تحتوى ادم الابن والاخ والاب والزوج ويكفى قول الحق سبحانه

( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

فهى مخلوقة من نفس ادم ومخلوقة سكن له

مشكور الاخ عبدالوهاب على الموضوع الجميل وحقيقة المرأة أحلى هدية خص بها الله الرجل ما من رجل عظيم في الحياة إلا والدته تكون أكثر عظمة منه كل عقل الرجل لا يساوي عاطفة من عواطف المرأة. ربنا يحفظهم .